سمية أبو نعمة
somaya.eita@gmail.com
ملخص البحث
تفاعلت اللغة العربية على مرِّ تاريخها باللغات التي احتكَّت بها فأثَّرت فيها وتأثَّرت بها، وتمازجت معها بحكم الدين والسياسة والعلم والثقافة والجغرافيا والحركة التجارية. فكانت ظاهرةُ الاقتراض والإقراض اللغوي نتيجةً طبيعية لهذا التفاعل. وقد تطرَّق البحث للعوامل المتعدِّدة المؤثِّرة على الاقتراض اللغوي في العربية، مُتَّبعًا المنهج الوصفيَّ والتَّحليليّ، وتوصَّل البحث إلى أنَّ قوةَ العربيَّة ظلَّت بين الإقراض والاقتراض اللغويّ تتأثَّر بهذه البيئات العديدة، قبلَ الإسلام وبعده، وزاد من ذلك التأثير انتشارُ العرب في الأرض واتِّساع رقعة الدَّولة الإسلاميَّة جغرافيًّا، فاختلط العربُ بالعجم، وواجهوا الحضارات، ووجدوا فيها ما لم يعهدوه في بيئة البادية، فأخذوا يقترضون من اللغات الأخرى التي دخلت ضمن دولتهم عن طريق المسلمين الأعاجم والتُّجّار والأسرى والجواري، وفي المقابل أقبل العجم على الاقتراض من اللغة العربيَّة لقداستها الدّينية وقوَّتها السّياسيَّة مقترضين الألفاظ الدّينية والعلميَّة وغيرها، فالاقتراض اللغوي قد يُضعِف اللغة ويشتِّتها إن أُطلق دون قيدٍ أو ضابط، ولكنَّه ظاهرةٌ طبيعيَّة صحيَّة إذ يُعين اللغة في صراعها الوجوديّ عبر التّاريخ ويَهَبُ لها الثّراء والنَّماء إذا ما وضعت ضوابط لغوية تنظِّم عمله.
الكلمات المفتاحية: الاقتراض اللغويّ، التطوّر اللغويّ، التّفاعل اللغويّ، التَّعريب.