الملخص
كان للحرب العالمية الأولى آثار كارثية على الشعب الفلسطيني ، فما أن انتهت تلك الحرب ، حتى سقطت فلسطين تحت نير الاحتلآل البريطاني ، الذي كان قد أَعدَّ وعدًا إجراميًّا ، يقضي بإعطاء فلسطين لليهود وطنًا قوميًّا، فكان لهذا الوعد الكارثة آثار سلبية في مجالات حياة الشعب الفلسطيني جميعها ،وانعكست تلك الآثار صدىً مدوّيًّا في الأدب الفلسطينيّ بعامة , والشعر بخاصة.
أغلب مَنْ درس الشعر الفلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين ، أشار إلى صدى وعد بلفور في شعر بعض شعراء فلسطين ، لكن أقصى ما كتبه هؤلاء الدارسون لم يتجاوز ثلاث صفحات ، وأغلب النماذج الشعرية التي ذكروها كانت مكرورة ، وإلى حدّ ما التعليقات عليها.
عكفتُ شهورًا عديدة على البحث عن هذا الموضوع في دواوين عدد من شعراء فلسطين في حقبة الاحتلال البريطانيّ ، فعثرت على كم لا بأس به من القصائد الشعريّة ، وعليه جاء هذا البحث الذي استخدمت فيه ثلاثة مناهج هي : التاريخيّ، والوصفيّ، والتحليليّ .
درستُ في هذا البحث صدى وعد بلفور في شعر عدد من الشعراء الفلسطينيين في أربعة محاور هي: هجاء الوعد والتنديد به ، وهجاء بلفور والسخرية منه ، وتصوير آثار الوعد المشؤوم على الشعب الفلسطيني ، وتحريض الشعب الفلسطينيّ على المقاومة ، و حثّه على الجهاد لإفشال الوعد ، والقضاء على المخطّطات البريطانيّة في إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين .
وقد توصلتُ في هذا البحث إلى نتائج عدّة أهمها : أنّ عددًا من شعراء فلسطين قاموا بواجبهم النضالي في فضح الوعد ، والوسائل التي اتبعها الاحتلال البريطاني في تنفيذه ، وصوّروا آثاره السلبية على فلسطين وشعبها ، وحرّضوا الشعب الفلسطينيّ على الجهاد وسيلة وحيدة لإفشال الوعد ، وحماية الوطن الفلسطينيّ . وأوصيت الباحثين بدراسة هذا الموضوع دراسة أكاديمية مستقلّة ، فهو لم يُدرس بعد.