أثـر الازدواجيّة اللّغويّـة في الهُويّـة الثّقافيّة نماذج من اللّهجــة العاميّــة الأردنيّـــــــة والعاميّة السّــــعوديّــة

د. هدية فايز الرّشيدي

الملخص: تشكّل الازدواجيّة اللّغويّة ظاهرة باتت واسعة الانتشار، فغدت سمة العصر، خاصّة بعد انفتاح المجتمعات وتفاعلها فيما بينها، نظرًا لتطور وسائل وتكنولوجيا التواصل بين الشعوب، ونمو الاتجاهات الليبرالية القائمة على الحريّة الفرديّة، في ظِل ما يُعرف بالعولمة الثقافية، فصرنا أمام مستويين للغة الأم، مستوى اللّغة العالية المستعمل في المُستخدمة في التّعليم وفي الأدب (الفصحى)، ومستوى اللّغة المستهلكة الّذي يستخدمه أفراد المُجتمع في حياتهم اليوميّة الاعتياديّة، المُبتعد عن اللُّغة الأم (العاميّة)، تكمن مشكلة الدّراسة في العبء الاجتماعيّ الّذي يشكلّه تعدّد اللّهجة العاميّة في أقطار الوطن العربيّ عامّة، وبين اللّهجة الأردنيّة والسّعودية خاصّة، عند أبناء العربيّة من المتحدّثين بها أو المُتلقّين لها أو الدّارسين؛ فابن اللّهجة الأردنيّة لم يعتد الألفاظ العاميّة في اللّهجة السّعوديّة، ولا يفهمها، والعكس صحيح، وفي إهمال الآثار السّلبيّة النّاجمة عن تعدّد العاميّة على المرتكزات الاجتماعيّة لهذين الشّعبين كانهيار الثّقافات المحلية أو الغزو الفكري أو اضمحلال الهُوية، وعليه، تتمثّل مشكلة هذا البحث بالسّؤال الآتي: ما هو أثر الازدواجية اللغوية النّاجمة عن تطور حياة الشّعوب في المجتمعات العربية، في الفكر والثّقافة والهُويّة؟ تحاول هذه الدّراسة الإجابة عن هذا التّساؤل: مبيّنة الفرق بين الازدواجيّة اللّغويّة والثّنائيّة اللّغويّة، وأسباب ظهور الازدواجيّة وأثر تعدد العاميّات بين أفراد القوميّة الواحدة أثر في الهُويّة الثّقافيّة.