ملـــخص
اللهجة الحجازية في ضوء الأمثال الشعبية "دراسة لغوية"للأمثال الشعبية (العامية) أهمية كبيرة في حياة أهل الحجاز، فهي جزء توثيقي يدل على أنماط تفكيرهم، وهي خلاصة تجاربها، ولبُّ حكمها، ومرآة عاداتها وتقاليدها، كما تعد إحدى أقوى الوسائل لحفظ تراثها تتناقله الأجيال. كما تتضمن الأمثال الشعبية الحجازية الكثير من المضامين الدينية والأخلاقية والاجتماعية والفكرية. ويمكن استثمار الأمثال الشعبية في حفظ مفردات اللغة العربية وغريبها، واستثمارها أيضا في دراسة اللهجة الحجازية. لذا فإنَّ دراسة لغة الأمثال الشعبية الحجازية هي دراسة للهجة الحجازية التي بواسطتها نستطيع التعرف على الكثير من الظواهر اللغوية الشائعة في اللهجة الحجازية، كما تجلت في الأصوات، والنظام الصرفي، وتركيب الجمل، واشتقاق الألفاظ ودلالاتها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تقوم هذه الدراسة –إذا اقتضت الضرورة العلمية– بمقارنة لغة الأمثال العربية الصيحة وأخواتها الحجازية المشابهة.
وللأمثال الشعبية خصائص لغوية معروفة، حيث تستخدم فيها اللغة العامية، أو اللغة الدارجة في المجتمع، كما تستخدم خليطا من اللغة الفصحى والعامية معًا. وعلى الرغم من أنَّ هناك العديد من الكتب والمباحث التي كتبت عن الأمثال الحجازية، إلا أنها تناولتها من حيث جمعها وشرحها، وذكر مضامينها. ولم تكن تعنى بدراستها دراسة لغوية. وهذه الدراسة هي محاولة متواضعة لدراسة خصائص لغة الأمثال الشعبية في الحجاز (مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة). في المستويات الآتية:
1- الخصائص الصوتية (الأصوات الساكنة – أصوات اللين – مواضع النبر).
2- الخصائص الصرفية (أوزان الفعل – صيغ المثنى والجموع).
3- الخصائص النحوية - التركيبية – (الجملة – الإعراب).
4- الخصائص الدلالية (خصائص الألفاظ ومعانيها).
ولعلي أستطيع في ضوء هذه الدراسة أن أرسم السمات العامة لخصائص اللهجة الحجازية، وأن أبين الفرق بين اللهجة الحجازية وبين اللغة العربية الفصحى للمتعلم غير العربي، وأن نسلط الضوء على الآثار المتباينة والفائدة.