التلازم والارتباط بين علم القواعد النحوية والأحكام الشرعية مسلم به، لأن القرآن الكريم الذي هو مصدر الأحكام الشرعية كان خطابه للمكلفين باللغة العربية، ولم نعرف ديناً سماوياً مقدساً ارتبطت أحكامه بلغة معينة كارتباط الأحكام الشرعية باللغة العربية، وبما أن اللغة العربية ثرية بقواعدها، وغنية بألفاظها، ومرنة في تعاملاتها، ومتعددة في مرادها، حدث خلاف شديد بين علماء الفقه، بقدر اختلافهم في اللغة العربية، إلا أن علماء الشريعة أجمعوا أن اللغة العربية تحوي جميع مضامين الشريعة الإسلامية، كتابا وسنة، على مستوى العقيدة، والعبادة، والمعاملة، والأخلاق، والعلم، والثقافة، والحضارة، مما جعل فقه تلك المضامين المصوغة بحرف عربي جميل، بدقة متناهية في الصياغة الأحكام الشرعية. ونحن نهدف من هذا البحث إلى إبراز أهمية الاستثناء في اللغة العربية، وأثره على الأحكام الفقهية، وموقف الفقهاء من تنوع الاستثناء وتعدده، وربطه بالأقوال المتعددة في المسائل الفقهية، وسبب اختيار البحث يرجع إلى مدى أهمية اللغة العربية وارتباطها بالأحكام الشرعية، وأثرها على الحلال والحرام، وقد سلك الباحث طرقاً عدة ونهج مناهجاً متعددة لتحقيق أهداف البحث، أبرز هذه الطرق الاستقراء والاستنتاج والتحليل، وقد توصل الباحث إلى أهمية الاستثناء في اللغة العربية، ومدى ارتباطه بالفقه، وأثره على الأحكام الشرعية.
الكلمات المفتاحية: الآثار، اللغة العربية، الأحكام الشرعية، الاستثناء.