يعد الشيخ علي الطنطاوي من رواد القصة القصيرة في سورية. له مجموعتان قصصيتان: الأولى "قصص من التاريخ"، والأخرى "قصص من الحياة". كما له قصص للأطفال بعنوان "حكايات من التاريخ"؛ تتألف من سبع حكايات. كذلك له قصة مستقلة في كتيب بعنوان: "قصة كاملة لم يؤلفها بشر". والملاحظ في قصص الشيخ أنه كثيرا ما يستلهم مادته من كتب التاريخ العربي، ومؤلفات الكُتاب السابقين له، كما يلاحظ أيضا أن نصوص قصصه محملة بكثير من عناصر التراث الديني (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف)، ومن الشعر الفصيح، ومن الحكم. استدعاء الشيخ هذه النصوص واستثمارها في قصصه بأشكالها المتعددة التاريخية، والدينية، والشعرية، يعدّ من مظاهر التناص, فيأتي هذا البحث لمعالجة ظاهرة التناص في بعض قصص الشيخ علي الطنطاوي للكشف عن ابتكاره وإبداعه وكيفية توظيفه النص الوافد في أعماله القصصية, وينطلق البحث من نظرية التناص التي ترى توافر النصوص القديمة في النص اللاحق الجديد، واستحالة استقلال النصوص عن بعضها. ذهب معظم الباحثين في الدراسات الحديثة إلى اعتبار أن انفصال النص عن ماضيه ومستقبله يجعله نصا عقيما لا خصوبة فيه.